94 يَا رَبُّ أَنْتَ إِلَهُ الانْتِقَامِ، فَتَجَلَّ بِغَضَبِكَ. قُمْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ وَجَازِ الْمُتَكَبِّرِينَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ. إِلَى مَتَى يَا رَبُّ يَشْمَتُ الأَشْرَارُ فَرِحِينَ؟ إِلَى مَتَى يَهْذِرُ عُمَّالُ الإِثْمِ وَيَتَوَاقَحُونَ وَيَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ؟ يَسْحَقُونَ شَعْبَكَ يَا رَبُّ وَيَضْطَهِدُونَهُ، يَقْتُلُونَ الأَرْمَلَةَ وَالْغَرِيبَ وَيَذْبَحُونَ الْيَتِيمَ. وَيَقُولُونَ: «الرَّبُّ لَا يَرَى هَذَا، وَإِلَهُ إِسْرَائِيلَ لَا يُبَالِي».

افْهَمُوا يَا أَغْبِيَاءَ الشَّعْبِ! يَا جُهَّالُ مَتَى تَتَعَقَّلُونَ؟ صَانِعُ الأُذُنِ أَلَا يَسْمَعُ؟ جَابِلُ الْعَيْنِ أَلَا يُبْصِرُ؟ 10 مُؤَدِّبُ الأُمَمِ أَلَا يَزْجُرُ وَهُوَ الَّذِي يُعَلِّمُ الإِنْسَانَ الْحِكْمَةَ؟ 11 الرَّبُّ يَعْلَمُ أَفْكَارَ الإِنْسَانِ وَيَعْرِفُ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ. 12 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ يَا رَبُّ! 13 لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ السُّوءِ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ الشِّرِّيرُ وَيَتَوَارَى فِي مَثْواهُ. 14 لَا يَرْفُضُ اللهُ شَعْبَهُ، وَلَا يَنْبِذُ خَاصَّتَهُ. 15 لأَنَّ القَضَاءَ يُصْبِحُ عَدْلاً وَيُحِبُّهُ جَمِيعُ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

16 مَنْ يَتَوَلَّى عَنِّي مُحَارَبَةَ الأَشْرَارِ؟ مَنْ يُجَابِهُ عَنِّي فَاعِلِي الإِثْمِ؟ 17 لَوْ لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ مُعِينِي لَسَكَنَتْ نَفْسِي الْقَبْرَ. 18 قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي. وَلَكِنَّ رَحْمَتَكَ يَا رَبُّ صَارَتْ لِي سَنَداً. 19 عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِتَعْزِيَاتِكَ. 20 أَيُحَالِفُكَ مَلِكُ الشَّرِّ الْمُخْتَلِقُ إثْماً لِيَجْعَلَ الظُّلْمَ شَرِيعَةً لِلْقَضَاءِ؟ 21 يَجْتَمِعُونَ مَعاً لِلْقَضَاءِ عَلَى حَيَاةِ الصِّدِّيقِ، وَيَحْكُمُونَ عَلَى الْبَرِيءِ بِالْمَوْتِ. 22 وَلَكِنَّ الرَّبَّ هُوَ حِصْنِي الْمَنِيعُ؛ إِلَهِي هُوَ الصَّخْرَةُ الَّتِي بِها أَحْتَمِي. 23 غَيْرَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَنَا يُعَاقِبُهُمْ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَيُبِيدُهُمْ بِشَرِّهِمْ.

94 اللهُ هُوَ إلَهُ الِانْتِقَامِ.
فَيَا إلَهَ الِانْتِقَامِ أظْهِرْ غَضَبَكَ!
يَا قَاضِيَ الأرْضِ قُمْ،
وَعَاقِبِ المُتَغَطرِسِينَ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ.
يَا اللهُ، إلَى مَتَى يَسْرَحُ أُولَئِكَ الأشرَارُ وَيَمْرَحُونَ؟
حَتَّى مَتَى يَعْمَلُونَ مَا يُرِيدُونَ؟
حَتَّى مَتَى يَظَلُّ أُولَئِكَ المُجرِمُونَ بِحَمَاسَةٍ يَتَبَجَّحُونَ!
سَحَقُوا شَعْبَكَ يَا اللهُ!
وَاضطَهَدُوا الَّذِينَ يَخُصُّونَكَ!
يَقْتُلُونَ الأرَامِلَ وَالغُرَبَاءَ،
وَيَذْبَحُونَ اليَتَامَى!
يَقُولُونَ: «اللهُ لَا يَرَى مَا نَفعَلُ!
إلَهُ يَعْقُوبَ لَا يَدْرِي.»

تَعَقَّلُوا أيُّهَا البُلَهَاءُ!
مَتَى تَتَعَلَّمُونَ أيُّهَا الحَمْقَى؟
اللهُ الَّذِي صَنَعَ آذَانَكُمْ،
ألَا يَسْمَعُ!
وَالَّذِي صَنَعَ عُيُونَكُمْ،
ألَا يَرَى!
10 اللهُ يُؤَدِّبُ الأُمَمَ،
فَلَا بُدَّ أنَّهُ يَقْدِرُ أنْ يُوَبِّخَهُمْ!
اللهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ مَا لَا يَعْلَمُونَ.
11 يَعْلَمُ اللهُ مَا يُفَكِّرُ بِهِ النَّاسُ.
يَعْلَمُ أنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بُخَارٍ!

12 هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا اللهُ،
وَتُعَلِّمُهُ تَعَالِيمَكَ.
13 تُهَدِّئُهُ فِي وَقْتِ الضِّيقِ
إلَى أنْ يَفْصِلَ المَوْتُ بَيْنَ الأشْرَارِ وَبَيْنَهُ.
14 لَنْ يَتْرُكَ اللهُ شَعْبَهُ،
أوْ يَهْجُرَ الَّذِينَ لَهُ.
15 سَيَعُودُ العَدلُ وَيَتَحَقَّقُ الإنصَافُ،
وَسَيَرَاهُ كُلُّ مُسْتَقِيمِي القَلْبِ.

16 مَنْ سَيَنْصُرُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ؟
مَنْ سَيَتَصَدَّى لِهَؤُلَاءِ المُجرِمِينَ؟
17 لَولَا أنَّ اللهَ هُوَ عَونِي،
لَسَكَنَتْ نَفْسِي سَرِيعًا فِي أرضِ المَوْتِ.
18 حَتَّى عِنْدَمَا ظَنَنتُ أنَّ قَدَمِي سَتَزِلُّ،
سَنَدَتْنِي مَحَبَّةُ اللهِ.
19 قَلِقًا كُنْتُ وَمُضطَرِبًا،
لَكِنَّكَ عَزَّيتَنِي وَفَرَّحتَنِي.

20 أنْتَ لَا تَصْنَعُ تَحَالُفًا مَعَ المَلِكِ الشِّرِّيرِ،
الَّذِي يَسْتَخْدِمُ الشَّرِيعَةَ لِخَلْقِ المَتَاعِبِ.
21 يُهَاجِمُونَ الصَّالِحِينَ،
وَيَدِينُونَ الأبرِيَاءَ وَيَقْتُلُونَهُمْ!
22 لَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَلْجَأي المُرْتَفِعَ.
إلَهِي سَيَكُونُ حِصنِي الَّذِي ألُوذُ بِهِ.
23 عَلَى جَرَائِمِهِمْ سَيُعَاقِبُهُمْ،
وَعَلَى سَيِّئَاتِهِمْ سَيُحَطِّمُهُمْ.
اللهُ إلَهُنَا سَيُحَطِّمُهُمْ!