إِلَى قَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، بِهِ بَسَطْتَ جَلالَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً، لإِفْحَامِ خُصُومِكَ، وَإِسْكَاتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ.

عِنْدَمَا أَتَأَمَّلُ سَمَاوَاتِكَ الَّتِي أَبْدَعَتْهَا أَصَابِعُكَ، وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي رَتَّبْتَ مَدَارَاتِهَا أُسَائِلُ نَفْسِي: مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تَعْتَبِرَهُ؟ جَعَلْتَهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي، وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضاً، وَالطُّيُورَ والأَسْمَاكَ وَجَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ. أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!

لِقَائِدِ المرنّمين عَلَى الجَتِّيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

يَا اللهُ، رَبَّنَا،
لَكَ أرْوَعُ اسْمٍ فِي كُلِّ الكَوْنِ!
لَكَ يُقَدَّمُ التَّسبِيحُ عَبْرَ السَّمَاوَاتِ.

مِنْ أفوَاهِ الأطْفَالِ وَالرُّضَّعِ،
أسَّسْتَ تَسْبِيحًا فِي وَجْهِ مُقَاوِميكَ،
لِكَي تُخرِسَ أعْدَاءَكَ،
وَالسَّاعِينَ إلَى الِانْتِقَامِ.

عِنْدَمَا أرَى السَّمَاوَاتِ الَّتِي صَنَعَتْهَا أصَابِعِكَ.
وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي وَضَعْتَهَا فِي أمَاكِنِهَا،
أُقُولُ: مَا هِيَ أهَمِّيَّةُ الإنْسَانِ حَتَّى تُفَكِّرَ بِهِ،
وَمَا أهَمِّيَّةُ ابنِ الإنْسَانِ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟

جَعَلْتَهُ لِوَقْتٍ قَلِيلٍ أدنَى مِنَ الكَائِنَاتِ السَّمَاوِيَّةِ
وَتَوَّجْتَهُ بِالمَجْدِ وَالكَرَامَةِ.
وَكَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعْتَ.
وَأخضَعْتَ كُلَّ الأشْيَاءِ تَحْتَ قَدَمَيهِ.
يَحْكُمُ الأغْنَامَ وَالمَوَاشِي كُلَّهَا،
وَالحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةَ،
وَالطُّيُورَ فِي السَّمَاءِ،
وَالأسمَاكَ السَّابِحَةَ فِي مَسَالِكِ البِحَارِ.
يَا اللهُ، رَبَّنَا، لَكَ أروَعُ اسْمٍ فِي كُلِّ الكَوْنِ!